المركز الإعلامي

#دارة_الملك_عبدالعزيز مؤسسة متخصصة في خدمة تاريخ وجغرافية وآداب وتراث المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية والعالم العربي تأسست عام ١٣٩٢هـ/١٩٧٢م

بعد تفشّي "كورونا الجديد" والبحث عن علاجه.. "الدارة" تحكي أحداثًا أوقفت الحج 40 مرة

 

: بعد إعلان وزارة الداخلية، يوم أمس، تعليق العمرة مؤقتًا للمواطنين والمقيمين، تساءل الكثيرون عن إمكانية تعطيل الحج هذا العام، في حالِ استمرار تفشّي مرض "كورونا الجديد"، وتعذّر احتواءه كليًا

حول العالم قبل نهاية يوليو المقبل الذي يُصادف بدء الشعائر المقدّسة.

"الدارة"،استعرضت مواقف سابقة لمثل هذه الأحداث والكوارث، لامست مواسم الحج، وسَجّلت توقفه 40 مرة، نقلًا عن علماء التاريخ الإسلامي الذين أكّدوا بأن أسباب تنوّعت بين عِدة ظروف، منها: "انتشار الأمراض والأوبئة‏، والاضطرابات السياسية‏ وعدم الاستقرار الأمني، الغلاء الشديد والاضطراب الاقتصادي، ‏إلى جانب‏ فساد الطرق‏ من قبل اللصوص والقُطّاع".

وأضافت: "كانت المرة الأولى لتعطيل فريضة الحج بسبب "القرامطة" الذين كانوا يعتقدون أن شعائر الحج من الجاهلية ومن قبيل عبادة الأصنام، والتي كان حينها زعيم والقرامطة "أبو طاهر القرمطي" منشدًا على باب الكعبة يوم الثامن من ذي الحجة عام 317هـ، داعيًا سيوف أتباعه بأن تحصد حجاج بيت الله قتلًا ونهبًا وسفكًا وبإشرافه على تلك المجزرة، وكان ينادي ويقول لأصحابه: "أجهزوا على الكفار وعبدة الأحجار، ودكوا أركان الكعبة، وأقلعوا الحجر الأسود".

وأتبعت "الدارة": "خلّد التاريخ في تلك المجزرة تعلّق الحجاج بأستار الكعبة، قبل أن تختطفهم سيوف الطاغية القرمطي، ويزداد عدد قتلى بيت الله الحرام إلى 30 ألف شهيدًا، ودفنوا في مواضعهم بلا غسل ولا كفن ولا صلاة، وجمعوا الطغاة جثة 3 ألاف حاج، وطمروا بها في بئر زمزم ودمروه بالكلية، قبل أن يقلعوا الحجر الأسود من مكانه ويحمله معهم إلى مدينة "هجر" (القطيف حاليًا)، حيث كانت مركز دعوتهم وعاصمة دولتهم، وتعطّل الحج آنذاك كما يُقال 10 أعوام، حيث لم يقف أحدًا بعرفة، ولم تؤدى المناسك، وذلك لأول مرة، منذ أن فُرضتْ الشعيرة".

وأردفتْ: "الحادثة الأخرى كانت سنة 251هـ، والتي تُعرف بـ"مذبحة صعيد عرفة"، وأُبطِل الحج حينها، بعد أن هاجم إسماعيل بن يوسف العلوي ومن معه؛ جموع الحجاج فقتلوا منهم أعدادًا كبيرة". كما توقّف سنة 357هـ، ويُقال بأنها بسبب انتشار ما يُسمّى بـ"داء الماشري" في مكة المكرمة، وبسببه مات الحجاج، وماتت جمالهم في الطريق من العطش، ولم يصل منهم إلى مكة سِوى القليل".

وأردفت، بقولها: "كما تعطّل في سنة 390هـ بسبب شّدة الغلاء، كما لم يحج أحداً من أهل المشرق ولا من أهل مصر في سنة 419هـ،

وقالت "الدارة": في سنة 492هـ، لم يحج أحدًا، بسبب ما حلَّ بالمسلمين من ارتباك وفقدان للأمن في أنحاء دولتهم الكبيرة بسبب النزاع المستشري بينهم، وقبل سقوط القدس في يد الصليبيين بخمس سنوات فقط. كما أضافت: "لم يحج المصريون سنة 563هـ، بسبب انشغالهم بحرب أسد الدين، وبعد ذلك لم يحج أحدًا من سائر الأقطار ما عدا الحجاز من سنة 654هـ ولمدة أربع سنوات. وأما سنة 1213هـ توقفت رحلات الحج في أثناء الحملة الفرنسية لعدم أمان الطريق". كما عاد البغداديون للحج سنة 650هـ بعد توقّفهم 10سنوات إثر موت الخليفة المستنصر.

وأشارت نقلًا عن علماء التاريخ: "انتشر سنة 1246هـ وباء قادم من الهند وقتل ثلاث أرباع الحجاج، وفي سنة 1837م تفشّت الأوبئة بالحج واستمرت حتى 1892م، وشهدت تلك الفترة موت ألفًا من الحجاج يوميًا نظرًا لتفشّي وباء شديد الخطورة، بل في سنة 1871 ضرب المدينة المنورة وباء، كما شهدت تفشّي وباء يُعرف بالكوليرا الذي انتشر في موسم الحج، وتزايدت الوفيات في عرفات، وبلغت ذروتها في منى.

وختمت بقولها: "الأوبئة في تاريخ الحرم المكي كانت كثيرة لشدة الازدحام وكثرة الزوار من حول العالم، ولم تتوفّر في العصور القديمة قبل العهد السعودي خدمات مراقبة ومتابعة أمراض الحجاج، ولم تفرض السلطات حجرًا صحيًا على من يُشتبه أنهم يحملون أمراضًا معدية، ولم تتوفّر أي خدمات للتعقيم، فحصدت الأوبئة أعدادًا كبيرةً من الحجاج".

 

مواضيع ذات صلة

الثري الأمريكي الذي نصح الرئيس الأمريكي بالاستفادة من تجربة الملك عبدالعزيز في العلاقات الدولية

تعد المراسلات المتبادلة بين الحكومات الغربية ومواطنيها الزائرين للمملكة العربية السعودية مصدرًا مهمًّا من مصادر التاريخ الوطني لما تحمله من معلومات مستقاة عن قرب وممارسة، خصوصًا تلك التقارير المرسلة من أفراد قابلوا الملك عبدالعزيز -رحمه الله- واطلعوا على أسلوبه في إدارة الحكم في بلاده الناشئة، كما أن تلك المراسلات تعطي الباحث العربي فرصة لمعرفة وجهة نظر غربية مستقلة عن الأوضاع السياسية والاجتماعية...

Readmore

في مؤتمر عربي قبل 71 عام: الجراد وباء خطير

في مؤتمر عربي عن الجراد الصحراوي قبل (71) عامًا  المملكة العربية السعودية تؤكد جاهزيتها وتدعو إلى الوحدة الدولية جاء في مؤتمر عن مكافحة الجراد الصحراوي عقد في العاصمة الأردنية قبل أكثر من (71) عامًا شاركت فيه المملكة العربية السعودية، على لسان وزارة الزراعة الأردنية في العام نفسه: «راقبت الوزارة حركات الجراد الصحراوي منذ بدايتها، ولفت نظرها بصورة خاصة ظهوره عند البحر الأحمر في الجنوب الغربي من

Readmore

شاهد.. هذه قائمة طعام ملكي يعود عمرها إلى 63 عامًا

لم يكن تاريخ المطبخ السعودي بالقريب؛ بل كان يحظى بالعديد من الأصناف اللذيذة والمتنوعة التي يعود زمنها إلى أكثر من ٦٣ عامًا.

دارة الملك عبدالعزيز المعروفة بـ"ذاكرة الوطن" تتولى توثيق هذا التاريخ بالتعاون مع هيئة فنون الطهي، وتسعى لحصر سيرة الغذاء؛ حيث كانت قصور الملوك والأمراء والأعيان تمتلك المبادرة في جلب أفكار أطعمة من الخارج ومن أحدث الأطعمة المحلية لأهميتها السياسية.

ونشرت "الدارة" صفحة مستلة من...

Readmore

(الرقمنة: للأبد) شعار يوم الحفظ العالمي ومنهج الدارة

 

يعد الحفظ الرقمي مصدرًا رئيسًا لانتقال البيانات والمعلومات والمعارف في عصرنا الحالي والمستقبل المنظور، ونظرًا لهذه الأهمية البالغة تقام في كل عام احتفالية اليوم العالمي للحفظ الرقمي (2020WDPD) في أول خميس من شهر نوفمبر الذي يصادف هذا العام 1442/3/19هـ / 2020/11/2م، ويشرف عليها تحالف الحفظ الرقمي digital preservation coalition، وكان موضوعه هذا العام (الرقمنة: للأبد)، ويهدف إلى خلق وعي أكبر بالحفظ ...

Readmore

تاريخ تطوّر العملات في الجزيرة العربية من (الطويلة) إلى الريال العربي السعودي

 


بدأ استخدام العملات في التعاملات التجارية وعمليات البيع والشّراء وتبادل السّلع في الجزيرة العربية منذ ما قبل التاريخ، وقبيل العهد السعودي كانت الجزيرة العربية تعيش في اضطراب سياسي شديد منع تشكيل أي وضع سياسي مستقر لمدة قرون من الزمن، وتبع ذلك انهيار اقتصادي تام، بحيث كانت المقايضة هي الوسيلة الأكثر شيوعًا في التعامل التجاري، في ظل انعدام للكيانات السياسية التي تستطيع أن تنشئ نظامًا ماليًا ينظم إن...

Readmore

الأخبار الرئيسية

الشعر في الدولة السعودية.. حضور وحفاوة

 

يستطيع أي باحث في الأدب أن يلحظ بوضوح تغيّر ديباجة الشعر العربي منذ نهوض الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود، مغيرًا بوصلته من القصائد الذاتية المتصلة بالغزل والمدح  والمشاعر الخاصة فقط، ليكتسب روحًا عامة، تختص بقضايا الدولة والمجتمع؛ متماهيًا في ذلك مع روح الجهاد والمثابرة والكفاح، وإعلاء كلمة التوحيد، ومدح صنيع الناهضين بشرف بسط سلطانها في ربوع المملكة، فكانت الحماسة هي العنوان ال...

Readmore

دارة الملك عبدالعزيز تحتفل باليوم الوطني السعودي بفعاليات لمدة يومين

في إطار الاحتفالات باليوم الوطني السعودي (93)، نظمت دارة الملك عبدالعزيز فعاليات تستمر لمدة يومين في أجواء من الفرح والوفاء للوطن، اشتملت هذه الفعاليات على مجموعة من الأنشطة التي شهدت إقبالًا كبيرًا من المواطنين والزوار.

أُقيمت الاحتفالات في الساحات المحاذية لقصر المربع التاريخي وقاعة الملك عبدالعزيز التذكارية في مركز الملك عبدالعزيز بحي المربع، حيث تم فتح أبواب القصر والقاعة للجمهور لاستكشاف الثرا...

Readmore

مركز الملك سلمان للترميم ينظم دورة تدريبية في مبادئ الترميم مطلع أكتوبر المقبل

يبدأ مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز للترميم والمحافظة على المواد التاريخية في استقبال طلبات الراغبين للانضمام إلى أحدث دوراته التدريبية التي يقيمها في المدة من 1 إلى 5 أكتوبر المقبل في مدينة الرياض، بعنوان "مبادئ الترميم والمحافظة على المواد التاريخية"، وتستهدف تنمية مهارات التعامل مع المخطوطات والمواد التاريخية وتعقيمها، وصيانة المصادر القديمة وفق منهج علمي حديث، وتأهيل المزيد من الكفاءات للعمل في...

Readmore

الكتب الصوتية المُحَكَّمَة.. وسيطٌ قرائيٌ ثري في "دارة الملك عبدالعزيز" يعزز المكتبة العربية السمعية

عززت دارة الملك عبدالعزيز رفدها الإثرائي للمكتبة العربية بمجموعة من الكتب الصوتية المُحَكَّمَة الصادرة عنها، بوصفها وسيطاً قرائياً جديداً يضاف إلى وسائطها المعرفية المتنوعة الأخرى، يمكن المهتمين والباحثين من الاستماع إلى ملخصات أهم وأحدث إصدارتها الأدبية والعلمية والفكرية، بقالب عصري سهل ومتاح في أي وقت ومن أي مكان، تقدم من خلاله تجربة إثرائية ممتعة ومفيدة تتوفر على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية...

Readmore

(الساعة الكبيرة) قرب المسجد الحرام شاهد على حرص المؤسس على التنمية والتطوير

صحيفة أم القرى 22 رجب 1352هـ

خطت عقارب الزمن خطوة إلى الأمام على يد مؤسس الوطن وباني نهضته؛ الملك عبدالعزيز آل سعود، حينما أصدر إرادته السنية بإنشاء الساعة التاريخية الشهيرة في مكة المكرمة عام 1352هـ (1933م)، على دار الحكومة والتي سميت حينها بـ (الساعة الكبيرة) أو (ساعة التوقيت)، وذلك بعد ملاحظته -رحمه الله- الحاجة إلى وجود ساعة كبيرة تُشاهد عقاربها من مسافة بعيدة، ويسمع صوت دقاتها المصلون في المسج...

Readmore