أعلن مركز تاريخ البحر الأحمر وغرب المملكة العربية السعودية التابع لدارة الملك عبدالعزيز عن إصداره الجديد الموسوم بـ (الأوضاع العلمية في جدة 1280-1334هـ / 1863-1916م)، الذي يعد إضافة علمية إلى المكتبة العربية، حيث يقدم دراسة شاملة للأوضاع العلمية في مدينة جدة في مدة الدراسة، مسلطًا الضوء على العوامل المختلفة التي أثرت في الحركة العلمية والثقافية في المدينة.
يستعرض الكتاب الذي ألفته الباحثة مشاعل بنت شافي العتيبي عدة موضوعات رئيسة، منها العوامل المؤثرة في الأوضاع العلمية في جدة، حيث تناول الأوضاع الدينية، وانتشار الأوقاف المخصصة لطلبة العلم، وظهور المكتبات العامة والخاصة في تلك الحقبة، والتي أسهمت إسهامًا كبيرًا في إثراء الحركة العلمية في المدينة، كما استعرض الكتاب دور الطباعة وتعدد الصحف في دعم الحركة العلمية والثقافية، مشيرًا إلى كيفية إسهام تلك الوسائل في نشر المعرفة وتوسيع آفاق التعليم بين سكان المدينة.
يتناول الكتاب أيضًا ملامح التعليم في جدة في المدة المذكورة، مسلطًا الضوء على دور المساجد في دعم الحركة العلمية، وكذلك الكتاتيب والمدارس المنتشرة في المدينة، والتي وفرت التعليم في العديد من العلوم والمعارف، وأكد على دور العلوم الشرعية والعربية والاجتماعية التي كانت تدرس في جدة، مستعرضًا العلماء الذين برزوا في هذه العلوم خلال تلك الحقبة، مما يعكس عمق الحركة العلمية في جدة وثراءها.
ويأتي هذا الإصدار جزءًا من سلسلة إصدارات مركز تاريخ البحر الأحمر وغرب المملكة العربية السعودية، الذي يهدف إلى توثيق الحراك العلمي والثقافي في جدة، بوصفها مدينة ذات أهمية تاريخية وثقافية كبيرة، وذلك ضمن جهود دارة الملك عبدالعزيز في توثيق تاريخ المملكة العربية السعودية، ودعم الدراسات والبحوث التي ترصد الحياة العلمية والثقافية في مختلف العصور التاريخية للوطن، وتعزيز جهود المملكة في توثيق تاريخها العلمي والثقافي، حيث يعتبر تطوير التعليم ركيزة أساسية لتحقيق رؤية 2030، التي تهدف إلى مواكبة التقدم الحضاري والازدهار الثقافي على مختلف الأصعدة.