المركز الإعلامي

#دارة_الملك_عبدالعزيز مؤسسة متخصصة في خدمة تاريخ وجغرافية وآداب وتراث المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية والعالم العربي تأسست عام ١٣٩٢هـ/١٩٧٢م

الخرمة".. كرم الناس والأرض والتاريخ..

قامت دارة الملك عبدالعزيز ممثلة في مركز التاريخ الشفوي والتوثيق الوطني، وضمن مشروعها لتوثيق الحياة الاجتماعية والاقتصادية لمختلف مناطق ومحافظات المملكة وقراها، بتجسيد ذلك واقعاً في نشرها التوثيقي الشفوي لهذا الحراك الآثاري التاريخي بمحافظة الخرمة عبر حسابها الرسمي على منصة "تويتر" والتي تعد أزهى المحافظات في العهد السعودي.

تين الأصقع

وأقدم الخرمة هي السلمية، وكانت تمتد على وادي تربة بين الغِرِيف وعرق سبيع. ويبقى جبل "تِين الأصقع" شاهدًا تاريخياً على قِدَمِها وعراقتها، مساهمة في التنوع الأحيائي والنباتي حيث تعد أشجار النخيل والأثل علامة بارزة للخرمة إلى جانب أوديتها المعروفة منذ قدم التاريخ.

الخرمة والخريمة

وأورد العديد من الرحالين والمؤرخين ذكر الخرمة في كتبهم، ويرجع سبب تسميتها لاختراق الأودية الممر الضيق وسط الكثافة النباتية أو غيرها مما يسمى بـ"خريمة" لذا اشتقت كلمة الخرمة من هذا الاسم؛ لأن نشأة المدينة حول هذه الخريمة أو ممر العبور، وموقعها إستراتيجي بين منطقتي نجد والحجاز الذي أكسبها شهرة تجارية من خلال مرور قوافل التجار بها من اليمن وجنوب الجزيرة العربية متوجهة إلى الشام والعكس.

النخيل والحج

وتعدّ الزراعة المهنة الأولى للسكان، حيث اهتموا بزراعة النخيل في المقام الأول حتى عرفت المحافظة ببلد المليون نخلة، وكذلك زراعة بعض المحاصيل الأخرى كالبر والذرة والشعير ومع قلة المياه وندرتها توجه المواطنون إلى تجارة البيع والشراء، فانتشرت المحلات التجارية بأنشطتها المختلفة في أرجاء المحافظة، كما أكسبها وقوعها على طريق الحج أهمية كبرى، حيث تجتمع فيها قوافل الحجيج القادمة من الأجزاء الجنوبية الشرقية، ومن وادي الدواسر وبيشة وعمان فأصبحت مركزًا مهمًّا لاستراحة القوافل.

التضاريس المتنوعة

وتتميز محافظة الخرمة عن غيرها من محافظات المملكة بتنوع تضاريسها، فهي تضم حرات وجبالاً واودية وشعاباً تكمن فيها المياه الجوفية العذبة، إضافة إلى الكثبان الرملية في الجهة الشمالية للمحافظة والمعروفة بعروق سبيع والسهول الرعوية ذات التنوع النباتي الرائع.

بنو هلال
ويوجد بالخرمة العديد من الآثار القديمة والحصون التاريخية والمعالم الطبيعية خصوصاً في الحرة شرق المحافظة والتي استوطنها بنو هلال، ولا تزال آثارهم باقية حتى الآن، وهي عبارة عن الحصون والدوائر الحجرية والمسابير الخاصة بالمراقبة ومرابط الخيل وتحصينات حربية تعرف لدى الأهالي بالزرايب وتحتوي حجارتها على نقوش ورسومات قديمة.

حصون لمراقبة

ويوجد في المحافظة العديد من الآثار القديمة ومنها المباني الحجرية، وهي عبارة عن رجوم دائرية ومربعة متقاربة وحصون قديمة بنيت بشكل متقن ومرابط للخيل وزرائب وضعت في أعلى نقطة بهدف مراقبة الماشية في القيعان أثناء رعيها وحمايتها من المعتدين وبها نقوش وكتابات قديمة ورسوم للحيوانات التي كانت تعيش بالمنطقة.

بقيران وحوقان

و يوجد في الجزء الشمالي من محافظة الخرمة عروق سبيع وهي عبارة عن كثبان رملية شبيهة بالربع الخالي، ويصب في تلك الكثبان ذات الرمال الذهبية سيول وادي سبيع المنحدر من جبال السروات جنوباً، كما يوجد في الخرمة قصورقديمة مثل قصر بقيران في الدغمية وآثار حوقان والمعيزيلة وقرية السلمية.


بستان بني عامر
ومن أهم معالم الخرمة قلعة المسهر في مركز الغريف، وهي عبارة عن برج من الطين بارتفاع 4 أمتار، وقام ببنائه مجموعة من قبيلة سبيع قبل 350 عاماً، وقد استخدم قديماً للمراقبة والرماية وحماية المنطقة من الغزاة. ويوجد في الغريف أيضاً آبار قديمة مرصوصة وكان الغريف يعرف سابقاً باسم بستان بني عامر لكثافة الزراعة به وتعدد أنواعها وخصوبة تربته وتوفر المياه، أما ما يخص أسواقها القديمة فهناك السوق القديم وسط المحافظة.

أنواع التمر
وكان الأهالي يجتمعون فيه منذ القدم فهو المركز الرئيس لتجارة القرى والهجر، و"سوق المواشي"، كما اشتهرت الخرمة بزراعة أنواع النخيل ومن أشهرها، الصفري، السري، الدقل ، والسلج والخضري والحمري، بالإضافة إلى زراعة الحمضيات والعنب والبرسيم.

الكرم كسلوك
ومن أشهر عادات أهالي المحافظة الكرم، حيث دأب الجميع على حسن إكرام الضيف صغيرًا وكبيرًا ومن تسلسل العادات يبدأ استقبال الضيف بالبخور كمظهر من مظاهر الضيافة، ويتم تقديم القهوة العربية والقدوع وهو ما يقدم مع القهوة من تمر ورطب ثم يتناول الوجبة وهي ذبائح إما من الغنم أو الجمال، يعقبه تقديم القهوة وطيب العود وشرب حليب الإبل كعادة أصيلة يتوارثها أبناء المحافظة.