*د.أحلام الغامدي تستعرض عمق ينبع التاريخي ومكانتها الاقتصادية في جلسة حوارية *
جدة: 29 يوليو 2024
نظم مركز تاريخ البحر الأحمر وغرب المملكة العربية السعودية ندوة حوارية ضمن روزنامة فعاليته لعام 2024، ناقشت مضامين كتاب "التجارة والملاحة في ميناء ينبع خلال العصرين الأيوبي والمملوكي"، واستعرضت مؤلفته الدكتورة أحلام سعيد الغامدي خلال الجلسة التي أدارها الدكتور عبدالله سعيد الغامدي أهم فصول الكتاب وحيثيات اختيارها لموضوعه.
وأوضحت أن مدينة ينبع لم تحظ بالدراسات البحثية والتأريخية المستقلة التي تواكب مكانتها التاريخية وقيمتها الاقتصادية لا سيما في العصور السابقة، وأن اختيارها موضوعاً للكتاب انبثق عن رغبة علمية في المساهمة في إثراء المحتوى التاريخي لهذه المنطقة الحيوية وذات الأهمية الاقتصادية والسياسية عبر دراسة مستقلة ورصد تاريخي دقيق يبرز أهميتها الاقتصادية والحالة السياسة والاجتماعية في العصرين الأيوبي والمملوكي"، لافتة إلى أن معظم المؤرخين تحدثوا عن الحياة الاقتصادية في الحجاز حديثًا عامًا دون تركيز على هذه المنطقة ومكانتها بكونها الميناء الثاني للحجاز ودورها المحوري في طرق الحج وأمنه، وتطرقت إلى الأهمية الاقتصادية لكونه محطة في الطريق بين الشرق والغرب، وازدادت أهميته في عصر المماليك، واستمر في تأدية دوره في استقبال حجاج بيت الله الحرام، وقاصدي المسجد النبوي الشريف، إضافةً إلى دوره الاقتصادي والتجاري في رسو السفن المحملة بالأغذية والملابس وغيرها من المنتجات الاقتصادية.
وتناولت في الجلسة مكانة صناعة السفن في ينبع وكيف أنها تختلف عن سواها والتحديات التي واجهتها، وذكرت أن كثيراً من المؤرخين والجغرافيين والرحالة تحدثوا عن صعوبة الملاحة في البحر الأحمر، مما سبب الخوف الشديد لربابنة السفن، بسبب كثرة الشعاب المرجانية التي لا ترى ليلاً، ولا يعرف مكانها غير الخبراء بفنون الملاحة.
حيث كانت السفن التي تبحر في البحر الأحمر تصنع بطريقة خاصة؛ بسبب طبيعة البحر الأحمر التي
فرضت على صناع السفن أن يراعوا ذلك.
فقد عرف عنه كثرة الجزر والشعاب المرجانية والصخور التي تعيق الملاحة في بعض
أجزائه، كما تهب عليه رياح وأعاصير، وتكثر به التيارات البحرية، كل ذلك كان سببا في صعوبة
الملاحة فيه، وإعاقة سير السفن ورسوها.
ما استدعى تدابير خاصة في صناعتها وابتكار طرق الإبحار.
وختمت الدكتورة حديثها بتناول أثر سياسة سلاطين الأيوبيين والمماليك في ازدهار حركة التجارة والملاحة في البحر الأحمر أو ضعفها، وأثر ذلك في ميناء ينبع خاصة، ومعرفة أسباب عنايتهم البالغة به، وبيان جهودهم في تطويره ببنائهم القلاع والحصون والمنشآت، وحماية طرق الحج التي كانت تمر به، وإنشاء المحطات وغيرها من الأعمال الإصلاحية، والكشف عن جوانب النشاط التجاري وحركة الملاحة فيه وأنماطه، ونشاط الأسواق فيه.
وأشاد مدير الجلسة الدكتور عبدالله الغامدي بمضامين الكتاب ومعلوماته الجديدة التي قدمتها الباحثة والأكاديمية الدكتورة أحلام الغامدي، ودورها في إبراز قيمة ومكانة ينبع تاريخية، متناولاً ماتحظى به اليوم من دعم واهتمام من القيادة الرشيدة كإحدى الوجهات الاقتصادية والحضارية والتاريخية للمملكة على ساحل البحر الأحمر.