رحلة استكشافية في وسط الجزيرة العربية: تكفل الملك عبدالعزيز بتكاليفها.. ورصدت نقوشاً جديدة.

يحظى كتاب (رحلة استكشافية في وسط الجزيرة العربية) الذي أصدرته دارة الملك عبدالعزيز ضمن إصدارات الاحتفال بمئوية المملكة العربية السعودية، بتقدير الوسط العلمي لاهتمامه بتفاصيل الحياة الاجتماعية السعودية، وتراثها المادي وغير المادي، ومواقعها الجغرافية، وغيرها من المعلومات الأخرى ذات الصلة، وذلك قبل حوالي ( 75) سنة هجرية، وفي عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- الذي تكفل بتكاليف هذه الرحلة من نفقته الخاصة، دعمًا للتاريخ الوطني والحراك العلمي عام (1371هـ/1951م).

  وقدم المؤلف فيليب ليبنز (ضابط بلجيكي، وخبير تخطيط الرسوم وتصوير الآثار القديمة والنقوش) في الكتاب وصفًا لأبرز أحداث الرحلة الاستكشافية البلجيكية التي تعد من أوائل الرحلات الاستكشافية في عهد الملك عبدالعزيز, والتي قام بها مع كل من عبدالله فيلبي  (منسق الرحلة)، وكونزاك ريكمنز (أستاذ اللغات السامية بجامعة لوفان البلجيكية ـ رئيس البعثة)، وجاك ريكمنز (أستاذ فقه اللغات الشرقية بالجامعة وهو ابن أخي كونزاك ريكمنز). وقطع خلالها المستكشفون الأربعة أكثر من ( 5000) كيلو متراً في ما يقارب أربعة أشهر، بدأت من شهر أكتوبر من عام 1951 ميلادي, وذلك بمشاركة 12 دليلاً سعوديًّا ساعدوهم على قطع تلك المسافة بتضاريسها ودروبها المختلفة، وشملت الرحلة بالسيارة الطريق الذي أنطلق من مدينة جدة، عابرًا الطائف، وتربة، وبيشة، وخيبر الجنوب، وأبها، وخميس مشيط، وتثليث، ومريغان، ونجران، وقرية الفاو، وحصاة قحطان، وحلبان، وادي الدواسر, و مأسل، وصولًا إلى العاصمة الرياض. وتتميز الرحلة برصد كثير من المواقع الجغرافية والمعالم الأثرية والنقوش القديمة والرسوم الصخرية التي مر بها الفريق العلمي، وتوثيقها بالكلمة والصورة والرسم، مع توثيق العادات والتقاليد والملابس في تلك المناطق.

وهدف الكتاب إلى توثيق التفاصيل العلمية والاجتماعية والثقافية والتاريخية لرحلة استكشاف للآثار القديمة في المناطق الغربية والجنوبية والوسطى من المملكة العربية السعودية، وتسجيلها باللغة الفرنسية، والتصوير الفوتوغرافي للرسوم والنقوش الصخرية وتفريغها. وكان من نتائج الرحلة رصد مجموعة من النقوش الصخرية والمعلومات المهمة عن عادات المجتمع السعودي، وأيضًا بيانات وإحصاءات ومعلومات عامة عن تلك المدن بما فيها العاصمة الرياض، والطرق الموصلة بينها، والبيئة والجغرافيا من الأودية والشعاب والحيوانات والنباتات وغيرها من التفاصيل التاريخية الجديرة بالاهتمام.

 وقد نفذت هيئة التراث بالشراكة مع دارة الملك عبدالعزيز في المملكة العربية السعودية وجامعة لوفان وجامعة لوفين البلجيكيتين مشروعًا متعدد المسارات تحت عنوان (توثيق المحتوى العلمي لبعثة ريكمنز), يُعنى المشروع بتحويل النصوص والوثائق لليوميات الخاصة بالبعثة من الكتابة بخط اليد إلى الصيغة الرقمية، بالإضافة إلى ترجمتها من الفرنسية إلى اللغتين العربية والإنجليزية ونشرها على نطاقٍ واسعٍ، مع استكمال معلومات النقوش الواردة في يوميات البعثة من المصادر العلمية.

[1] يعرف أيضاً باسم « هاري سنت جون فيلبي » أو «الشيخ عبد الله»، هو مستعرب، مستكشف، كاتب، وضابط استخبارات.

ونشرها على نطاقٍ واسعٍ، مع استكمال معلومات النقوش الواردة في يوميات البعثة من المصادر العلمية.

وفي شهر ربيع الأول- 1445 هجري / أكتوبر من عام 2023 ميلادي, قامت بعثة مكونة من فريق مشترك سعودي بلجيكي يتكون من عدد من الخبراء والمتخصصين فـي البحث العلمي برحلة استكشافية اثرية تحت عنوان " على خطى ريكمنز" لتوثيق مسار تلك الرحلة.

بالإضافة إلى ذلك, يهدف المشروع إلى تنفيذ كتاب تذكاري عن بعثة ريكمنز قديماً وحديثاً وأبرز نتائجها باللغات العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والهولندية. كما سيصدر فيديو توثيقي بأحدث التقنيات عن مجريات تلك الرحلة الاستكشافية الأثرية في الجزيرة العربية لبعثة ريكمنز قديمًا وحديثًا ونتائجها.

كما سينظم لقاءً علميًّا ومعرضًا بالصور والوثائق عن بعثة ريكمنز في المملكة العربية السعودية وفي بلجيكا.