بثت دارة الملك عبدالعزيز ممثلة في برنامج (أنتمي) عبر قناته في منصة التواصل (يوتيوب)، الحلقة الثالثة من بودكاست (جلسة تاريخية) التي يعدها ويقدمها الدكتور طلال بن خالد الطريفي، حيث جرت المقابلة مع الكاتب والمؤرخ والناقد الفني الأستاذ علي فقندش، الذي قاده شغفه لتكوين الذاكرة الفنية السعودية
فقندش تحدث في الحلقة عن محطات كثيرة عن الأغنية، والدراما، والمسرح، والفن التشكيلي، وقلَّب فيها صفحات منسية في تاريخ الفن السعودي بصوره المتنوعة، مبتدئًا الحلقة بالحديث عن سر اهتمامه بحفظ وتوثيق تاريخ الفن السعودي وبداياته الأولى، وذلك من خلال ارتباطه بحي الهنداوية في مكة التي عدها الحضن الدافئ لصناع مستقبل الأغنية، وفيها كانت إشراقة الأمير بدر بن عبد المحسن وطلال مداح ومحمد عبده، مشيرًا إلى أنه في النصف الأول من القرن العشرين كان الغناء جماعيًّا حتى ظهور الفنان طارق عبد الحكيم، ليسرد مسيرة العديد من الفنانين والفنانات الذين انطلقت على أيديهم الأغنية السعودية الحديثة مثل طلال مداح ومحمد عبده وابتسام لطفي وغيرهم.
ثم انتقل إلى شجون الدراما السعودية التي انطلقت بداياتها مع الفنانين حسن دردير ولطفي زيني وعبد العزيز الهزاع وسعد التمامي، ثم دخول فريق طلال مداح وفريق محمد عبده في عالم الدراما، كما استعرض جهود المخرج عبدالله المحيسن الذي وظف نجوم الدراما المصرية في خدمة الأعمال الدرامية السعودية، ليستعرض بعد ذلك حقبة الثمانينيات التي توجهت فيها شركات الإنتاج السعودية لإنتاج أعمال درامية عربية وإسلامية، ومن ذلك أعمال الفنان محمد حمزة، كما ثمن تجربة الفنانين عبدالله السدحان وناصر القصبي وأثرهما في الدراما السعودية.
وتوجهت دفة الحوار في البرنامج إلى المسرح السعودي الذي أرجعه فقندش إلى جهود الأديب والقاص والصحفي السعودي أحمد السباعي، مستذكرًا أسماء عبدالرحمن ومحمد مشيخ والصبيحي باعتبارهم من الرعيل الأول للمسرح السعودي، كما أكد على أن هناك فرقًا مسرحية في مكة ما زالت تقدم عروضها ولها جمهور مميز.
وفي نهاية الحوار انتقل الحديث إلى الفن التشكيلي في المملكة العربية السعودية، حيث عدَّ مجموعة مميزة من الفنانين التشكيليين السعوديين الذين يأتي في مقدمتهم الفنان عبد الحليم رضوي والفنان محمد السليم، مؤكدًا أن ذلك الفن انطلق على يديهما، وأنهما يكادان يكونان هما الأعظم في الفن التشكيلي السعودي.