إصدار جديد لـ "الدارة" .. دراسة تاريخية عن تطور الأسواق التجارية في مكة قبل 4 قرون

رفدت دارة الملك عبدالعزيز المكتبات العربية بكتابٍ جديدٍ يُضاف إلى قائمة عناوين إصداراتها العلمية والبحثية، بعنوان "الأسواق التجارية في مكة المكرمة" لمؤلفته شروق بنت عبدالله العواد.

يتناول الإصدار حقبةً تاريخيةً مهمة في اقتصاد مكة المكرمة، شهدت تحولًا نوعيًّا ونموًا كبيرًا في الحركة التجارية بين عامي 923 و 1100 هجرية، سلطت فيه الكاتبة من خلال دراسة بحثية، الضوء على الأسباب والعوامل التي ساهمت في تطور الأسواق في مكة المكرمة، وتحول التجارة في المنطقة من ميناء عدن إلى محافظة جدة بعد بروز مينائها الإسلامي على ساحل البحر الأحمر كوجهة اقتصادية عملاقة وجاذبة للتجارة.
استعرضت المؤلفة الدور البارز لموقع مكة الجغرافي في ازدهار الأسواق التجارية وانتعاشها بالسلع والبضائع المختلفة، وكيف أصبحت مدن الحجاز كافة ومكة المكرمة خاصة سوقًا تجارية مزدهرة.

جاء الإصدار في أربعة فصول، خُصصت مقدمته التمهيدية لدراسة الأسواق التجارية القديمة في مكة، والعوامل المؤثرة في ازدهار وضعف الأسواق التجارية في العصر المملوكي، والعملات والوسائل المستخدمة آنذاك.
فيما عُني الفصل الأول بتناول العوامل المؤثرة في ازدهار الأسواق التجارية في مكة المكرمة مثل الموقع الجغرافي ومواسم الحج والتسهيلات التنظيمية، بينما استعرض الفصل الثاني عوامل ضعفها وتراجعها في مبحثين، تناول الأول العوامل الطبيعية كالأمراض، والأوبئة، والقحط، والجفاف، والسيول والكوارث البحرية، وتطرق الثاني إلى العوامل البشرية مثل الفتن والثورات الداخلية، وقطاع الطرق، والسيطرة البرتغالية على الطرق التجارية.

وقدمت الدراسة في الفصل الثالث سردًا تاريخيًّا لأنواع الأسواق وتقسيماتها، منها المحلية الدائمة، والموسمية، والسنوية والمتنقلة والمنشآت المكملة للأسواق، وتطرقت أيضًا لأبرز السلع المحلية والمستوردة.
واختتم الكتاب باستعراض ما تميزت به هذه الأسواق مـن تنظيمات إدارية ومالية، والنقود المتداولة حينها، والضرائب والرسوم التي فُرضت على التبادل التجاري فيها