دارة الملك عبدالعزيز تحتفي بالمؤرخ محمد العقيلي في جامعة جازان

نظمت دارة الملك عبدالعزيز اليوم الندوة السابعة من برنامجها الوطني والعلمي " من أعلام المملكة العربية السعودية "، عن حياة المؤرخ محمد بن أحمد العقيلي ـــ رحمه الله ــــ ، وذلك بمسرح كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة جازان ، بحضور وكيل إمارة منطقة جازان المساعد للحقوق سعيد بن مناحي الخنفري .

 

وألقى معالي الأمين العام المكلف للدارة الدكتور فهد بن عبدالله السماري كلمة أوضح خلالها أن احتفاء دارة الملك عبدالعزيز بالمؤرخ العقيلي يأتي وفاءً لشخصية امتلكت مقود الوفاء لوطنه ومنطقته جازان ، فكان عالمًا موسوعيًا خدم الوطن وخدم منطقته في مجالات التاريخ والأدب والتراث ، مؤكدًا أهمية التعريف بمجهودات العقيلي البحثية وكيف سعى بحثًا عن المعلومة وتدقيقها .
وأضاف أن الاحتفاء يمثل دعوة لنتعلم من أولئك الرواد ومنهم العقيلي ، حب الوطن وحب التاريخ والتراث والأدب كعلوم إنسانية تحرص عليها الأمم ، داعيًا إلى تعزيز الجهود الأكاديمية لخدمة التراث بمنطقة جازان .
كما ألقى سلطان بن أحمد بن محمد العقيلي كلمة أبناء المحتفى به ، مقدرًا جهود دارة الملك عبدالعزيز في تكريم والدهم الذي خدم وطنه ومنطقته على مدى سنوات ، منوهًا بما حظي به المحتفى به من تكريم من قبل القيادة الرشيدة ، فيما تابع الحضور فيلمًا عن حياة العقيلي المؤرخ والباحث والمدقق والأديب والشاعر .
بعد ذلك بدأت الجلسة العلمية عن المؤرخ العقيلي حيث تحدث عمر طاهر زيلع بعنوان " العقيلي ـــ حياته ومؤلفاته" مستعرضًا حياة العقيلي المولود بمدينة صبيا بمنطقة جازان عام 1336هـ ، في بيت علم وأدب حيث حفظ القرآن الكريم على يد والده في مسجد العقالية في سن مبكرة ، مشيرًا إلى مراحل من حياة الأديب الراحل والبيئة التي نشأ فيها ، إلى جانب مشاركة الراحل بقصائد شعرية في المناسبات الاجتماعية ، فضلًا عن مؤلفاته التاريخية والأدبية التي بلغت نحو 35 كتابًا ، وكذلك الدراسات والتحقيقات والمقالات التي زادت عن 200 عنوان .
إثر ذلك قدم الدكتور علي عريشي ورقة عمل بعنوان "إسهامات العقيلي في المجال الجغرافي - دراسة تحليلية" معرّفًا بإسهامات العقيلي في الفكر الجغرافي الطبيعي والبشري ، ملمحًا لكتاب " المعجم الجغرافي لمقاطعة جازان " كأحد أهم مؤلفات الراحل التي سجل خلالها 2074 موقعًا جغرافيًا بين مراكز عمرانية وأودية وجبال وجزر وعيون حارة ، إلى جانب السكان والعمران والمدن والانتاج الزراعي والخدمات والتعليم والصحة .


بعد ذلك قدم الدكتور خالد الشافعي ورقة عمل بعنوان "العقيلي أديبًا " مستعرضًا دواوينه الشعرية التي استهلها بديوان " شعراء الجنوب " بالتعاون مع عدد من الشعراء عام 1370هـ ، إلى جانب دواوينه الشعرية الأنغام المضيئة وأفاويق الغمام ورأد الضحى ، مستعرضًا المؤثرات في شعر العقيلي التي انطلقت من ثقافته الواسعة ورحلاته المستمرة ، التي أثمرت موضوعات شعرية شملت الشعر الوطني والوثائقي ورصد مظاهر التنمية ومجموعة أناشيد للصغار ، وكذلك شعر الطبيعة والغزل وغيرها ، فضلًا عن إسهاماته النثرية عبر تحقيقه العديد من الدواوين الشعرية واللغوية .
وفي ختام الندوة كرمت دارة الملك عبدالعزيز أبناء المؤرخ العقيلي إلى جانب تكريم الدارة لوكيل إمارة منطقة جازان المساعد للحقوق ولجامعة جازان ، فيما تضمنت الندوة معرضًا لوثائق شخصية عن العقيلي وإنتاجه العلمي الذي يعد مصدرًا تاريخيًا من مصادر التاريخ الوطني، وإسهاماته في كل مناحي التاريخ والجغرافيا والآثار والبيئة .