صدور العددين الثالث والرابع من مجلة " الدارة " الفصلية

أصدرت الدارة مؤخرًا العددين الثالث والرابع، للسنة الخامسة والأربعين من مجلتها الفصلية المحكَّمة (الدارة)، التي تؤكد رؤيتها على تحقيق الريادة في النشر العلمي المتميز في المحتوى والتأثير والمرجعية؛ في مجالات تاريخ المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية وجغرافيتها، كما تحمل رسالتها الاهتمام بنشر البحوث العلمية الأصلية والمبتكرة في مجالات تاريخ المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية وجغرافيتها وآدابها وفق المعايير المهنية العالمية .

التركيب العُمْري

ففي العدد الثالث المؤرخ في شهر ذي القعدة 1440هـ الموافق ليوليو 2019م نشرت (الدارة) ثلاثة بحوث علمية؛ تناول فيها البحث الأول لكل من الدكتور رشود بن محمد الخريف والأستاذة فاتن بنت هديبان المطيري والموسوم بـ (التغير في التركيب العمري وآثاره في العائد الديموغرافي وشيخوخة المجتمع السعودي)، تناول فيها الباحثان ذلك التغير في المدة (1394ـ 1437هـ )، وذلك بالاعتماد على بيانات العمر والنوع للسكان السعوديين المأخوذة من تعدادات السكان والمساكن للأعوام (1394هـ، 1413هـ، 1425هـ، 1431هـ)، إضافة إلى المسوحات الديموغرافية التي أجريت في (1420هـ، 1428هـ، 1438هـ)، وقاعدة الأمم المتحدة (World Population Prospecrs)، وبالاستعانة ببعض الأساليب الديموغرافية والإحصائية كالعمر الوسيط ومؤشر العمر، والهرم السكاني، ونسب الإعالة، مع التوضيح بالخرائط والرسوم البيانية .

عرب إيران 

أما البحث الثاني في العدد فهو تحت اسم (عرب إيران الأواخر..قراءة في المصادر التاريخية لما قبل ثلاثة قرون) للدكتور عماد بن محمد العتيقي، الذي حاول في دراسته البحث عن عرب إيران قبل ثلاثة قرون، وتحديدًا في العصر الصفوي والصفوي-الأفشاري، ويشمل ذلك جميع العرب سواء كانوا مستقرين أو بدوًا رحلًا، حيث كانوا منتشرين في سائر مناطق إيران وولاياتها من خراسان في الشمال الشرقي إلى خوزستان في الجنوب الغربي، واتضح في الدراسة أن نسبة كبيرة من العرب تطرقت إليهم مصادر ذلك العصر وبخاصة كتاب (تحفة الشاهي)، الذي صنفه ميرزا محمد حسين مستوفي الممالك للمملكة الصفوية في عصرها الأخير، ويستدرك البحث على (التحفة) طوائف من العرب في خراسان، وكرمان، وسجستان، وفارس، ولارستان، وتبين أن كثيرًا من قبائل عرب الفتح لم تزل في زمن الدراسة في مناطق متفرقة من إيران، وأن حكومات إيران المتعاقبة مارست سياسة إحلال واستبدال للسكان ترتب عليه تغيرات في التركيبة السكانية في مناطق متعددة .
وتحت عنوان (نفي سلاطين المماليك 652ـ 906 هـ / 1254 ـ 1501 م ) كان البحث الثالث والأخير من أبحاث العدد للدكتور سامي بن سعد المخيزيم، تناول فيه ظاهرة نفي سلاطين المماليك في العصرين المملوكي الأول (البحري)، والعصر المملوكي الثاني (الجراكسة)، وقد استهل البحث بتعريف مفهوم النفي لغة واصطلاحًا، وأنه يعد من العقوبات الشرعية التي أقرتها الشريعة الإسلامية، متناولًا تاريخ ظهور النفي في حكم الدول الإسلامية، وكثرة اعتماده في زمن المماليك بوصفه أسلوبًا من أساليب العقوبة السياسية التي يُجازى بها بعض الحكام، مناقشًا أسباب النفي ودواعيه .

أما العدد الرابع للسنة الخامسة والأربعين فقد ضم ثلاثة بحوث علمية محكمة، وحمل الأول عنوان ( أسرة عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- وأثرهم في الحياة العلمية حتى القرن الرابع الهجري) ، من إعداد الدكتور محمود محمد خلف، متناولًا في بحثه دراسة الجهود العلمية لأسرة الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود، التي تنتسب إلى قبيلة هذيل، وكان لها إسهامات واضحة في ظل الحضارة الإسلامية، وقد عالج البحث بالتفصيل الأثر الإيجابي الذي أسهم به المسعوديون، في إثراء الحياة العلمية منذ فجر الإسلام حتى القرن الرابع الهجري، فكان منهم القرَّاء، والمفسرون، والمحدثون، والفقهاء، واللغويون، والمؤرخون، فضلًا عن رجال القضاء .

 تماثيل الأمومة 

وجاء البحث الثاني للعدد تحت اسم ( الدلالات الرمزية والحضارية لتماثيل الأمومة في الجزيرة العربية في عصورها القديمة)، وهو من إعداد الدكتور عماد أحمد الصياد، الذي تناول في بحثه جانبًا من المؤثرات الحضارية المادية التي نشأت بين الجزيرة العربية وجيرانها من حضارات العالم القديم، ولا سيما المناطق القريبة من نقاط التواصل في الجنوب الغربي أو الشمال الشرقي أو الغربي، التي تتمثل في تماثيل الأمومة التي توضع مع مدفونات الموتى، وتظهر براعة فنان الجزيرة العربية في تشكيل هذه التماثيل وإبراز السمات الأنثوية فيها .

 تقنية الزمن

 ويأتي البحث الثالث والأخير من العدد بعنوان ( تقنية الزمن في رواية .. حينما يبتسم القدر ) لعادل الرشيدي.. مقارنة بنيوية، من إعداد الدكتور عبدالله بن خليفة السويكت من قسم اللغة العربية بجامعة المجمعة، حيث اعتنى البحث بدراسة تقنية من تقنيات السرد الروائي، ألا وهي تقنية الزمن في رواية (حينما يبتسم القدر) لعادل الرشيدي، وهي رواية تحكي سيرة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-، التي أحسن فيها السارد بخياله التاريخي عرضها وأجاد، وتعد هذه التقنية من أهم البنيات السردية عند أصحاب المنهج البنيوي لكونها تحاكي الأحداث والوقائع زمنيًّا، وتبرز قدرة السرد الروائي على عرض تلك الأحداث، وأساليب بثها في ذهن المتلقي بالإفادة من تقنيات الاستباق والاسترجاع، وإيقاع التسريع الزمني للأحداث أو تبطئته بما يمتلكه السارد من طرائق فنية مختلفة شكلت بتنوعها واختلافها بنية الرواية .
كما تضمن العدد تعقيبًا للأستاذ عبدالله بن حمد العسكر على بحثه الموسوم بـ (من نوادر فهارس المكتبات الخاصة في نجد .. فهرس مكتبة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخاصة)، الذي سبق نشره في العدد الثاني من السنة (45) في مجلة (الدارة)، حيث أشار إلى خطأ في تصنيف عدد من العناوين ضمن فنون (كتب اللغة والنحو) .