ويدخل هذا المشروع ضمن تصنيف السياحة التراثية الموجهة نحو الثقافة والتاريخ من أجل الاطلاع على الآثار والحضارات البشرية في الماضي والحاضر، لذلك سيكون لها تأثير بارز في تطوير ورقي المستوى الثقافي للمجتمع بفعل التبادل الثقافي الذي سيتيحه هذا المشروع بين المواطن السعودي والسائح العالمي، وهذا التأثير سيكون من الجانبين بحيث سينقل لزوار المملكة من السياح الصورة الحقيقية والناصعة للمجتمع السعودي، كما سيكتسب جزءًا من الثقافة العربية الأصيلة المؤثرة، وبذلك يكون المشروع جزءًا من القوة الناعمة للمملكة العربية السعودية، تقدمه هيئة تطوير بوابة الدرعية بتفوق.
كما يقدم المشروع مجالًا واسعًا وفسيحًا نحو تطوير صناعة البناء التقليدي، ورفع مستوى التراث العمراني الوطني المبني بالأسلوب والأدوات التقليدية، كما سيدفع المؤسسات والأفراد المهتمين بهذا النوع من البناء نحو آفاق أرحب من الطرق والأساليب والأدوات المُعِينة على إبداع أكثر في هذا المجال.
ودارة الملك عبدالعزيز تعدّ (بوابة الدرعية) مشروعًا رائدًا وغير مسبوق في تطوير كامل لموقع الدرعية، ودعمت سابقًا العديد من الأعمال المتعلقة بها ومن ذلك تعاونها مع الهيئة الملكية لتطوير مدينة الرياض وهيئة تطوير بوابة الدرعية في إعداد ملف حي الطّريف بالدرعية ليدخل ضمن قائمة مواقع التراث العالمي باليونسكو في عام ١٤٣١هـ، بتوثيقها لتاريخ الحي ومراجعة كل ما ورد عنه في المصادر عبر تاريخه، كما رصد مركز توثيق تاريخ الدرعية التابع للدارة كل تلك المعالم بالكلمة والصورة في إطار مسح وجمع المصادر التاريخية من الصور الفوتوغرافية والخرائط المرسومة عبر تاريخ الدرعية التي رسمها زوارها من الرحّالة الغرب، والروايات الشفهية، والوصوفات المدونة في الكتب المختلفة.
وأسهمت الدارة في صياغة العناصر الأساسية للمحتوى المعرفي التاريخي لعدد من المتاحف في الطريف، مثل متحف الحياة الاجتماعية، ومتحف قصر سلوى، ومتحف بيت المال، ومتحف الزراعة، ومتحف بيت العرضة السعودية، والمتحف الحربي.
أبارك للوطن الغالي قيادة وشعبًا هذا الإنجاز الحضاري الكبير، الذي سيشكل دعمًا للعملية التنموية الكبرى في ظل الرؤية السعودية التي أقرها خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - ويقوم على تنفيذها وتوجيه مساراتها المتكاملة سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز (رؤية 2030) التي نستبشر بها جميعًا كمنطلق لمجتمع عصري راقٍ، ودولة تجمع الأصالة والحديث في اللحظة نفسها، ما يعزز الانتماء ويقوي من هويتنا الوطنية.
والله الموفق.