"الدارة" ..التبادل التجاري السعودي الإيراني قبل 96 عاماً.. والخليج والجزيرة العربية في الوثائق الفرنسية

أصدرت دارة الملك عبدالعزيز، العددين الثالث والرابع للسنة الرابعة والأربعين من مجلة الدارة المحكمة، وخصص العدد الثالث لنشر ست أوراق عمل طرحت في ندوة نظمتها الدارة بالتعاون مع الأمانة العامة لمراكز الوثائق والدراسات بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة السربون في أبو ظبي.

الرحالون الفرنسيون

وشملت البحوث الستة للباحثين العرب في الندوة موضوعات حول بدايات الوجود الفرنسي في المنطقة مع دراسة الوثائق الخاصة بذلك، وملامح السياسة الفرنسية في الخليج العربي ومنطقة المحيط الهندي في ظل المنافسة العالمية آنذاك، كما تناولت البحوث جهود العلماء والرحالين الفرنسيين في وضع الخرائط الجغرافية لمنطقة الخليج العربي والجزيرة العربية، وكذلك تطرقت إلى وصف بعض المدن الخليجية ومدن الجزيرة العربية منها، مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وميناء مرباط في سلطنة عمان، وميناء المخا في اليمن، وميناء جدة في المملكة.

الصادرات الإيرانية

واشتمل العدد الرابع على أربعة بحوث من بينها موضوع (التبادل التجاري بين المملكة العربية السعودية وإيران خلال عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود) الذي تطرقت فيه الدكتورة منال بنت عواد المريطب من كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الملك عبدالعزيز إلى البدايات والظروف الممهدة للتعاون التجاري بين البلدين.
واستندت الباحثة على وثائق صادرة من وزارة الخارجية الإيرانية ونُشرت عام 1412هـ /2000م، ومن الأرقام التي تضمنها البحث أن قيمة التبادل التجاري بين المملكة وإيران في عام 1368هـ/1948م بلغت نحو (4.278.096 ) ريالاً سعودياً، وكان من أهم الصادرات الإيرانية السجاد والأرز والعباءات والأغنام والحبوب وماء الورد والفستق واللوز والزبيب.

هوامش المخطوطات
وفي البحث الثاني (التوثيق والتعليق على المخطوطات المحلية ـــ مكتبة العوين أنموذجًا) للباحث سعد بن محمد العبداللطيف من إدارة التعليم بالرياض تم تناول ما يتعلق بتوثيق المادة العلمية للمخطوطات في تلك المكتبة المودعة في دارة الملك عبدالعزيز عن طريق السماع والقراءة والإجازة والمقابلة، والأمر الآخر الذي درسه الباحث التعليقات الواردة على هوامش المخطوطات من التعقيب والاستدراك والفائدة والتصحيح والتنبيه والتقريظ مما لا يصل لدرجة الشرح.

البورتريه في التراث العربي
وسعت الدكتورة أسماء بنت عبدالعزيز الجنوبي الأستاذة في قسم الأدب بكلية اللغة العربية في بحثها (أدب رسم الذات في المملكة العربية السعودية) إلى جمع آراء عربية وفرنسية في معنى رسم الذات (البورتريه) الذي يعود ظهوره إلى الثقافة الفرنسية، كما قدمت أمثالاً له من التراث اللغوي والأدبي العربي مثل "الأغاني" للأصفهاني، و"البخلاء" للجاحظ، و"الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة" لابن بسام، مفرقة بين السيرة الذاتية وأدب رسم الذات على أن السيرة قد تشمل البورتريه أحيانًا، ونمذجت بحثها بكتاب ( هؤلاء عرفت) لعبدالفتاح أبو مدين للتفريق بينهما.

الديموغرافيا والاقتصاد
واعتمد الدكتور رشود بن محمد الخريف على بيانات التعدادات السكانية المتوافرة لعام 2010م إلى جانب بيانات مسح الخصائص السكانية لعام 2017م في بحثه (التغير السكاني في المملكة العربية السعودية وأبعاده المكانية والزمانية) الذي تناول من خلاله رصد التغيرات التي طرأت على معدلات نمو السكان في المملكة، وبيان تأثر المتغيرات السكانية ارتفاعًا وانخفاضًا بالأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تمر بها المنطقة العربية، ومبادرات الدولة لمعالجة عدم التوازن في التنمية الاقتصادية.